أكّد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن لبنان لن ينهض مجدّداً طالما أن “الحزب” مستكبر على اللبنانيين ويخيف ويرعب معظمهم، مضيفاً: “نحن كـ”قوات لبنانية” لا يخيفنا ولا يرعبنا احد. نريد ان نبني وطناً يشبهنا ويشبه طموحات اولادنا. فإن أراد “الحزب” لبنان “ورقة نعوة” فليحتفظ بها لنفسه، هاجسنا ليس الموت وإن كنّا دوماً مستعدين للموت في سبيل لبنان الرسالة. “الحزب” يدعي المقاومة والتحرير زوراً إياه ان يتبهور على اللبنانيين بسلاحه. كثر قبله عبر التاريخ جربوا ذلك أكان زمن المملوكيين أو ما قبلهم أو ما بعدهم، هم رحلوا وبقي لبنان”.
كما إعتبر بو عاصي أن “نهج التكاذب الوطني اوصلنا الى انهيار اقتصادي غير مسبوق وانفجار مرفأ بيروت وتعطيل التحقيق به بكل وقاحة”، وسأل: “هل من انبطح وزحف وبحث عن المكاسب والمناصب بأي ثمن خدم لبنان وحماه؟ هل حقق العدالة؟ بالطبع لا. الاوطان تبنى بالجرأة والتضحية والرؤية.”
كلام بو عاصي جاء خلال تمثيله رئيس حزب “القوات اللبنانية” د. سمير جعجع في لقاء المقاومة اللبنانية السنوي الذي يحييه مركز “القوات” في سيدني أستراليا، وحضره عضو البرلمان الفيدرالي ممثل رئيس وزراء أستراليا – الوزير طوني بورك، أعضاء برلمان ولاية نيو ساوث ويلز: جوليا فين، كايلي ويلكنسون، الدكتور ديفيد صليبا، مارك كور، البرلماني داميان تودهوب زعيم المعارضة في المجلس التشريعي، ممثلو البلديات المحلية مارتن زعيتر ومايكل زعيتر. كما حضر راعي أبرشية أستراليا، نيوزيلندا وأوقيانيا سيادة المطران أنطون شربل طربيه، السيد نيك داود ممثلاً الأرشمندريت باسيليوس قدسي متروبوليت ورئيس أساقفة أستراليا ونيوزيلندا والفلبين، وعدد كبير من رؤساء ورئيسات الاديار وخدمة الرعايا، قنصل لبنان العام في سيدني شربل معكرون، ممثلون عن أحزاب: الكتائب، الوطنيين الأحرار، حركة الاستقلال، الحزب الاشتراكي اللبناني، اليسار الديمقراطي، ألدكتور جمال ريفي ممثلاً اللواء أشرف ريفي، المستشار القانوني الدولي للدكتور سمير جعجع ومؤسس سيدار ووتش السيد ستيفن ستانتون، الرابطة المارونية، الجامعة اللبنانية الثقافية وحشد من ابناء الجالية والقواتيين يتقدمهم منسق “القوات اللبنانية” في أستراليا طوني عبيد.
وفي كلمته توجّه بو عاصي الى الحضور بالقول: ” كنت في العام 2017 في مهمة وزير كما كنت في مهمة تأسيس معهد بشير الجميل ومهمة قائد سلاح المدرعات في “القوات اللبنانية”. انا اليوم بمهمة نائب كما كنت آمر سرب في سلاح الجو في “القوات” وأفتخر بكل ذلك. رأسنا مرفوع بماضينا وحاضرنا وهاجسنا الوحيد ان نكون على قدر المسؤولية المطلوبة منا. وها انا اليوم في مهمة تمثيل سمير فريد جعجع، رئيس حزبنا الذي أؤمن بقيادته منذ العام 1984. بالطبع لا نعمد الى تأليه أحد ولكن هذا القائد الفريد قد كرس كل دقيقة من حياته لحماية لبنان وخدمته من خلال “القوات اللبنانية”، فالهدف لبنان والوسيلة “القوات” التي لولا نضالها لم ينهض لبنان مجدداً. الحرب والاصابات والاعتقال لم تزعزع إيمان الدكتور جعجع”.
تابع: “بكل تواضع إن أخرجنا “القوات” من المشهد السياسي اللبناني ماذا يتبقى منه؟ هذا ليس من باب التبجّح، ولم نقدم على ذلك يوماً بل من باب الموضوعية السياسية. خلال مشاركتنا في الحكومة وقبلها وبعدها كان هناك في لبنان من يقول لنا “دوّروا الزوايا مع “الحزب” و”الايد يلي ما فيك تكسرها بوسها ودعي عليها بالكسر”. نحن نضع يدنا بيد كل من يريد خدمة لبنان ومصلحة شعبه وكل من يعتدي على لبنان ومصالح شعبه لا ندعي على يده بالكسر بل نقطعها”.
كما أشار الى ان الكل ينظر اليوم الى مواقف “القوات” التي أضحت البوصلة السيادية، مضيفاً: “الانتصارات الإلهية الوهمية ليست لنا، فنحن بنّاؤو الوطن بالعرق والتعب والتضحية وبالدم عبر الأجيال. نريده وطناً للجميع بشرط ان يكون ولاؤهم للبنان. نريد ان يكون دور ووجود الكل محفوظاً. فلبنان الوطن الذي عمل في سبيله البطريرك الحويك عام 1920 لم يُنشئه فقط من أجل الموارنة والمسيحيين بل من أجل الجميع”.
بو عاصي شدّد على أنه “يجب ان يكون العقد الاجتماعي بين المكونات اللبنانية محترماً ولا يستقوي أحد بالخارج أو بسلاحه”، مشيراً الى ان “قول البابا القديس يوحنا بولس الثاني “لبنان رسالة” سيطبع الاجيال الاتية ومستطرداً: “لكن أي رسالة؟ رسالتنا ليست “ورقة نعوة”، جيلنا دفع فاتورة الدم ونقوم بكل جهدنا كي لا يدفع جيل ابنائنا الثمن نفسه، لكن عليه ان يبقى جاهزاً للدفاع عن وطنه. لبناننا رسالة أمل وحياة كتبناها بالتضحية والدماء والرجاء، رسالة استقرار وازدهار وانفتاح على العالم”.
الحفل كان إستهل بالنشيد الوطني الأسترالي، النشيد الوطني اللبناني، ونشيد القوات اللبنانية. بعدها وقف الحاضرون دقيقة صمت عن أرواح شهداء المقاومة اللبنانية. ثم إفتتح سيادة المطران أنطوان شربل طربيه الحفل بالصلاة.
وكانت كلمة للوزير طوني بورك نقل فيها تحيات رئيس الحكومة للحاضرين واشار الى البيان الصادر عن الحكومة الأسترالية تجاه إسرائيل المندد باعتدائها حيال لبنان والمطالب بعدم غزوها له. كما توقف عند مسألة نزوح اللبنانيين من الاماكن المستهدفة. كذلك تطرق الى تداعيات اللجوء السوري. هذا وشدّد على عدم السماح للعالم بالاستهتار بحدّة الأزمة في لبنان.
ثم ألقى المحامي الدولي والمستشار القانوني للدكتور سمير جعجع ستيف ستنتن كلمة أكّد فيها أنه “في لبنان لا يمكن لأي جماعة إرهابية أن تنجح في الاستمرار في التمويه واستغلال الدولة كما فعل “الحزب” خصوصاً في ظل وجود مناضلين سياديين مؤمنين بمنطق الدولة والعمل المؤسساتي مثل سمير جعجع و “القوات اللبنانية”. إنهم لن يسكتوا عن أخذ لبناننا رهينة وإبقاء دولة عاجزة وغير قادرة على تحقيق العدالة والمساواة بين أبنائها”.
كما شدّد على ان “ما عانى منه اللبنانيون هو “القرار المطلق لمجموعة استبدادية بقيادة الراحل حسن نصر الله باستخدام لبنان كمخبأ وساحة، بمساعدة أو إستسلام الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري، بعدما كان العماد ميشال عون والنائب جبران باسيل سمحا بالتلاعب بلبنان عسكريًا وغطيا ممارسات “الحزب”.
بعدها ألقى رئيس مركز سيدني في “القوات اللبنانية” لوي فارس كلمة أشار فيها الى انه كلما اعتقدنا اننا في وضع لا أسوأ منه، تدفع بنا الأيام الى أسوأ وها نحن في دوامة تدميرية نعيشها منذ 50 سنة.
فارس اكد انه ايّاً كانت نتائج الذي يحصل، فالجزء من القوات اللبنانية الموجود في استراليا هو داعم دائم وأساسي وفاعل وبنّاء ساعة تطلبونه وأيّما تطلبون منه مهما كان.
أضاف: “لم تكن “القوات” يوماً مجرّد تنظيم سياسي او حزب عابر للأزمات، بل هي حزب جذوره متينة في أرض الوطن ينبض بروح وطنية نابعة من إيماننا العميق بالإنسان الحر والمجتمع الحر والوطن الحر وتحت راية القوات نبقى أمناء”.
ختم فارس: “سنتمكن، بقوة الله، من ان نعبر بالوطن والمجتمع الى بر الأمان وفاء لشهدائنا ولقديسينا ولأمهاتنا وآبائنا. التحديات كبيرة، لكن إرادتنا أكبر”.
