بقلم وزير المالية الاردني الأسبق د محمد أبو حمور….. الإصلاح الاقتصادي في محيط ملتهب

بقلم وزير المالية الاردني الأسبق د محمد أبو حمور….. الإصلاح الاقتصادي في محيط ملتهب

الاحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط تلقي بظلال ثقيلة وتداعيات مؤثرة على الأداء الاقتصادي في الإقليم وخاصة تلك الدول التي على تماس مباشر مع هذه الاحداث.

ويعد الأردن من أشد الدول تأثراً وتضرراً نتيجة العدوان على غزة وسائر المناطق الفلسطينية المحتلة وأضيف اليها مؤخراً الجمهورية اللبنانية الشقيقة، كما لا يجب أن نستثني الأزمات السابقة وما ترتب عليها من اضطرابات طالت قطاع الطاقة وأدت الى استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين.

ولا شك بأن استمرار هذه الاضطرابات واستمرار حالة عدم اليقين حول مآلات الصراع تستدعي الحرص على مواصلة الإصلاحات الاقتصادية والعمل على تمتين أواصر الاقتصاد الوطني ومجابهة التحديات الأساسية المتمثلة في ارتفاع نسب البطالة والمصاعب التي تواجه المالية العامة بما فيها التراجع في حصيلة الإيرادات والعجز المزمن في الموازنة العامة وارتفاع نسب المديونية والاعباء المترتبة عليها.

الإصلاح الاقتصادي الذي تواصل المملكة السير به يعتمد في المرحلة الراهنة على مواصلة العمل لتحقيق مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي، ولهذه الغاية لا بد من تكثيف الجهود لتحسين البيئة الاستثمارية وبيئة الاعمال باعتبار ذلك مقدمة أساسية لتحفيز وجذب الاستثمارات التي تؤدي الى رفع نسب النمو الاقتصادي ورفع مستوى تنافسية الاقتصاد الوطني وتوليد مزيد من فرص العمل مع توفير المتطلبات اللازمة للقطاع الخاص للقيام بدور محوري في التمية الاقتصادية.

وعلى صعيد السياسة النقدية من المهم الحفاظ على ما تحقق من إنجازات تتعلق بالحفاظ على سعر صرف الدينار وبناء احتياطيات ملائمة من العملات الأجنبية وضمان استقرار القطاع المصرفي والمالي والحرص على متانته وقدرته على مواجهة مختلف التحديات التكنولوجية والاقتصادية، وقد نجح البنك المركزي في ذلك وحقق انجازات واضحة من خلال سياسات وإجراءات محددة الاهداف.

أما الضغوط التي تواجه المالية العامة فهي لا زالت تحتاج لمزيد من الجهود لتحديث الإدارة المالية وزيادة كفاءة التحصيلات الضريبية وإعادة النظر في بعض بنود الانفاق العام وتعزيز كفاءة الرقابة المالية وصولاً لتخفيض عجز الموازنة العامة وتقليص أعباء الدين العام للتمكن من تخصيص موارد تمويلية للمشاريع الرأسمالية ذات الأثر الإيجابي على النمو الاقتصادي.

وهذا بالطبع يتعزز عبر الجهود التي تبذل لتحسين أداء القطاعات الاقتصادية المختلفة وخاصة تلك الأشد تأثراً بما تشهده المنطقة من أحداث، فمن البديهي أن توسيع الوعاء الضريبي ورفع نسبة النمو الاقتصادي تؤدي الى أثر إيجابي على أداء المالية العامة وتساهم في زيادة حصيلة الإيرادات وتقليص عجز الموازنة وتخفيض نسبة الدين العام.

يتطلب النجاح في انجاز إصلاحات اقتصادية هيكلية ذات أثر إيجابي ينعكس على تعزيز كفاءة وتنافسية ومرونة الاقتصاد الأردني مواصلة جهود تحديث القطاع العام وترسيخ الثقة بين المواطن والسلطات التنفيذية وتوثيق العلاقة التشاركية مع القطاع الخاص واعتماد آليات مناسبة للتقييم والمساءلة بما فيها مؤشرات لقياس الأداء ضمن إطار زمني لبيان الإنجازات وتحديد أوجه القصور وتصويبها في الوقت المناسب.

أضافة الى تعزيز الشفافية والافصاح والحكم الرشيد وسيادة القانون، كل ذلك يشكل مساهمة جوهرية تؤكد القدرة على مواجهة الأزمات ومواصلة الجهود لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين مستوى حياة المواطنين وتوفير فرص العمل المستدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أخبار لبنان تكنولوجيا واقتصاد

وزير المالية يبحث مع حركة أمل مستحقات البلديات ويدفع بمراسيم سلف مالية لتوزيعها

استقبل وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل مسؤول الشؤون البلدية والاختيارية في حركة أمل بسام طليس، الذي حضر لمتابعة مستحقات البلديات واتحادات البلديات من الصندوق البلدي المستقل ومن عائدات الخلوي، وقد أعلن طليس أن الوزير الخليل أبلغه عن إرسال وزارة المالية مشروع مرسوم سلفة خزينة إلى مجلس الوزراء لصالح وزارة الداخلية بقيمة ألف […]

اقرأ المزيد
“كيتورا” تُنجز أعمال البنية التحتية لمشروع “ريتز كارلتون ريزيدنسز، دبي كريك سايد” وتباشر أعمال البناء
تكنولوجيا واقتصاد

“كيتورا” تُنجز أعمال البنية التحتية لمشروع “ريتز كارلتون ريزيدنسز، دبي كريك سايد” وتباشر أعمال البناء

أعلنت “كيتورا”، العلامة التجاريّة الرائدة في العقارات الفاخرة والضيافة، عن تحقيق مراحل هامة في بناء مشروع “ريتز كارلتون ريزيدنسز، دبي كريك سايد” ضمن منتجع كيتورا، مع الانتهاء من أعمال التدعيم والحفر والبنية التحتية. وقد بدأت شركة CECEP TECHAND Middle East، المقاول الرئيسي للمشروع، تنفيذ أعمال الإنشاءات بتكلفة تُقدر بـ 2.8 مليار درهم، ومن المقرر إنجاز […]

اقرأ المزيد
أخبار عاجلة: السويد تحقق الريادة كأول دولة خالية من التدخين – نموذج يُحتذى به للشرق الأوسط.
تكنولوجيا واقتصاد

أخبار عاجلة: السويد تحقق الريادة كأول دولة خالية من التدخين – نموذج يُحتذى به للشرق الأوسط.

كشفت الأرقام الحكومية الجديدة أن السويديين دخلوا التاريخ بعد أن أصبحوا رسميًا “متحررين من التدخين”.   حقق السويديون هذا الإنجاز التاريخي قبل 16 عامًا من الموعد المُستهدَف من الاتحاد الأوروبي، في حين من المتوقع أن تخفق معظم الدول الأعضاء الأخرى في بلوغ هذا الهدف بفارق كبير.   تظهر البيانات الصحية الرسمية الصادرة عن وكالة الصحة […]

اقرأ المزيد