كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس (بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس(
من رحاب مدينتنا أقول لكم يا أيها المسيحيون المحتفلون بالميلاد بعد أيام
إعداد: ربا يوسف شاهين
تذكروا أن السيد المسيح الذي تحتفلون بعيد ميلاده أتى إلى هذا العالم لكي يغير وجه هذا العالم ولكي يجعله أكثر إنسانية و عدلاً
◾ حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الإخوة والأخوات الأحباء و الأعزاء جميعاً
يطيب لي أن أخاطبكم مجدداً ، في صبيحة هذا اليوم ، من رحاب مدينتنا المقدسة ، وتحديداً من كنيسة القيامة ، موجهاً التحية لكل الأحرار في هذا العالم ، الذين يرفضون ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني ، وما يتعرض له أهلنا في قطاع غزة الحبيب .
الفلسطينيون أوفياء لكل أصدقائهم ، لكل مناصري قضيتهم ، لكل أولئك الذين يقولون كلمة الحق ، التي يجب أن تقال ، وخاصة في هذا الزمن العصيب ، حيث هنالك قادة سياسيون في هذا الغرب ، متآمرون و متواطئون ، وهم شركاء بالجرائم المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني .
وفي هذا المكان المقدس ، نقف إجلالاً ووفاءً لدماء شهدائنا ، لتضحيات شعبنا ، هذه التضحيات التي لن تذهب هدراً ، دماء شهدائنا تضحيات شعبنا ، نضال شعبنا ، ثمرته حتماً ستكون الحرية ، واستعادة الحقوق السليبة.
◾وأضاف سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء ، الجرائم الاحتلالية ما زالت مستمرة ومتواصلة في غزة ، يقصفون شعبنا هناك ، يقتلون المدنيين بدم بارد ، يدمرون و يخربون دون أي وازع إنساني أو أخلاقي ، فهذا هو الاحتلال ، هذا هو الاستعمار الذي يعاني منه الفلسطينيون منذ عام 1948 وحتى هذه الساعة وما يحدث حالياً في غ، إنما يبرز للعالم بأسره مدى عدوانية وعنصرية هذا الاحتلال ، الذي يستهدف الفلسطينيين في كل مكان ، وخاصة في هذه الأيام في غزة الأبية .
طبعاً هنالك استهدافٌ للضفة و استهدافٌ للقدس ولكل فلسطين ، ولكن ما يحدث اليوم في غزة إنما يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية ، والنكبة الجديدة ، والتطهير العرقي ، كل هذا يحدث في غزة في هذه الأيام
وبعض الحكام في الغرب هم متواطئون و مشاركون في هذه الجريمة.
اليوم سوف يكون هنالك إضراب في سائر أرجاء العالم ، في المشرق العربي ، وفي سائر أرجاء العالم ، إضرابٌ يحمل رسالة التضامن مع شعبنا ورسالة الوقوف إلى جانب أهلنا في غزة ، وكذلك موقفاً عالميا، ً موقفاً من كل الأحرار في عالمنا ، يطالب بوقف هذه الحرب وبهذا العدوان .
◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:
طبعاً أمريكا أفشلت إمكانية أن يخرج قرار من الأمم المتحدة يطالب بوقف الحرب ، و الفيتو الأمريكي المشؤوم ، كان بالمرصاد لهذه المبادرة الأممية ، طبعاً نحن نحيي كل الدول التي صوتت مع وقف العدوان .
ولكن الفيتو الأمريكي ، إن دل على شيء فهو يدل على أن أمريكا ومن هم معها ، إنما هم شركاء في هذه الجريمة المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني.
وبما أنني أتحدث من كنيسة القيامة ، فأنني أود أن أوجه رسالة خاصة إلى كل المسيحيين في العالم ، في المشرق العربي أولاً وفي العالم الغربي ثانياً ، في كل العالم أمريكا أوروبا أستراليا و غيرها .
نحن نخاطب رؤساء الكنائس المسيحية ، و نخاطب كافة المسيحيين في هذا العالم ، في هذه الأيام التي فيها تستعدون لاستقبال عيد الميلاد المجيد
الزينات موجودة في كل الباحات والشوارع في العواصم العالمية ، أشجار الميلاد المضاءة موجودة في كل المدن العالمية ، وكلكم تستعدون لاستقبال هذا العيد .
◾وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:
أود أن أذكركم في صبيحة هذا اليوم ، ومن مدينة القدس التي تعتبر من أهم الأماكن المقدسة في المسيحية ، كما وفي كل الديانات التوحيدية ، وهي حاضنة أهم مقدساتنا المسيحية والإسلامية لاسيما المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
من رحاب مدينتنا أقول لكم يا أيها المسيحيون المحتفلون بالميلاد بعد أيام
تذكروا شعبنا الفلسطيني ، تذكروا المحرومين من فرحة العيد ، تذكروا أطفال فلسطين ، تذكروا غزة ، تذكروا المسيحيين في غزة ، تذكروا أن هنالك شعباً فلسطينياً يتعرض للإبادة والقمع و الظلم والاستهداف ، عندما تأكلون و تشربون تذكروا أن هنالك شعباً محروماً من الطعام والشراب ، عندما تحتفلون بالعيد تذكروا أن هنالك شعباً محروماً من أن يعبر عن فرحه بالعيد وبكل الأعياد والمناسبات ، تذكروا شعبنا في صلواتكم ، تذكروا شعبنا في كلماتكم ، فليكن عيدكم مقروناً بكلمات التضامن والوقوف إلى جانب شعبنا الفلسطيني
◾وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:
تذكروا أن السيد المسيح الذي تحتفلون بعيد ميلاده ، أتى إلى هذا العالم لكي يغير وجه هذا العالم ، ولكي يجعله أكثر إنسانية و عدلاً
وأين هي الإنسانية وأين هو العدل في عالمنا اليوم ، وشعبنا يقتل بدم بارد من قبل هذا الاحتلال .
تذكروا أيها الأحباء ، بأن من نحتفي بميلاده كان دائماً مع المستضعفين ، مع المتألمين و المعذبين والمهمشين ، لم يكن يوماً مع الظالمين على حساب المظلومين ، بل كان دوماً منحازً للمظلومين والفقراء والمهمشين ، كان دائماً إلى جانب كل إنسان محتاج و متألم و معذب في هذا العالم ، تعلموا من صاحب العيد ، أن تكونوا دائماً صوتاً منادياً بالحق والعدالة ونصرة المظلومين في هذا العالم ، لاسيما شعبنا الفلسطيني الذي يتعرض لهذا الكم الهائل من المظالم .
نحن نهنئكم بمناسبة العيد ، من أرضٍ تنزف دماً من أرض، ٍ تعيش الآلام و العذابات ، ولكنها لم تفقد الأمل والرجاء ، لن نفقد الأمل والرجاء رغماً عن كل ألامنا و أحزاننا و معاناتنا .
أيها الأحباء جميعاً في كل أرجاء العالم ، إلى الشعوب الحرة ، نحييكم و نشكركم ، وأنتم تقفون إلى جانب فلسطين ، وأنتم من كل الأديان و الأعراق ، وقد وحدتكم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني المظلوم .
وكذلك المسيحيين الذين يستعدون للاحتفال بعيد الميلاد نقول لكم مجدداً :
تذكروا أرض الميلاد ، تذكروا بيت لحم ، تذكروا فلسطين ، تذكروا غزة المنكوبة ، تذكروا المتألمين و المظلومين ، تذكروا أبناء شعبنا الفلسطيني ، الذين يعانون من هذا الاحتلال وصلوا من أجل أن تتحقق العدالة في أرضٍ غيبت عنها العدالة ، صلوا من أجل أن يمنح الرب الإله تعزيته وقوته لكل إنسانٍ فقد عزيزاً أو دمر بيته ، أو يعيش هذه المأساة المروعة في غزة وفي فلسطين ، وليكن صوتنا جميعاً أيها الأحباء ، صوتاً في هذه الأيام ، صوتاً مطالباً بالعدالة ، في أرضٍ غيبت عنها العدالة
فليكن أيها الأحباء صوتنا صوتاً منادياً
فلتتوقف الحرب اليوم اليوم وليس غداً
حقناً للدماء ووقفاً للدمار .