الحرب الصهيو غربية على قطاع غزة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الحرب الصهيو غربية على قطاع غزة

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

إنها ليست حرباً عادية، وهي لا تشبه تلك التي جرت في السنوات الماضية، فالحروب السابقة التي قامت بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بسلاحها وجيشها وقدراتها الذاتية، دون أن تكون بحاجةٍ إلى من يساندها ويدعمها بغير السياسة والقرار، وإن كانت الإدارة الأمريكية تعوضها بسرعة، وتبدي استعدادها لنجدتها ومساعدتها متى طلبت، فقد كانت محدودة الأهداف، قصيرة المدة، ضعيفة القدرة، ضيقة النطاق، وكانت آثارها مدمرة على كل المستويات، المدنية والعمرانية والخدماتية والبنى التحتية، فضلاً عن مئات الشهداء وآلاف الجرحى الذين سقطوا خلال الحروب السابقة، إلا أنها لا تشبه العدوان الأخير بحالٍ.

ربما كانت دولة الكيان الصهيوني قادرة بما تملك من ترسانة أسلحةٍ متطورةٍ، وطائراتٍ حديثةٍ، وتفوقٍ جوي، وغزارة نارية صاروخية ومدفعية، وقدرةٍ كبيرة على الاستطلاع والرصد وتحديد الأهداف، على مواجهة المقاومة لأيامٍ محدودة ولفترةٍ قصيرةٍ، تعجل خلالها بالطلب من الوسطاء الإقليميين والدوليين سرعة التدخل، والعمل على التوصل إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار، مقابل تعهداتٍ تلتزم بها تجاه الوسطاء الذين لا يقوون على ضمان التزامها بها، إذ سرعان ما تنقلب عليها، وتنكث اتفاقها ولا تفي بشروطها، وتعود إلى خرقها قصفاً وقتلاً وعدواناً.

أما هذه الحرب فهي مختلفة كلياً، وفاصلة تاريخياً، وستشكل منعطفاً كبيراً في المنطقة، فالعدو الإسرائيلي صُدمَ وروٍّعَ، وهزم في الساعات الأولى للمعركة، وكُشفَ أمام مستوطنيه والعالم، واتضح للجميع أنه عاجزٌ لا يستطيع حماية نفسه، ومهزومٌ لا يستطيع لَمَّ شعثه، ومرتبكٌ لا يقوى على اتخاذ قراره، وأن جيشه الذي احتشد على حدود قطاع غزة لن يستطيع أن يستعيد حالة الردع التي كانت، ولن يتمكن من تحقيق النصر الذي بات في أمس الحاجة إليه بعد الذي أصابه صبيحة يوم السابع من أكتوبر.

لم يعد جيش الاحتلال في هذه المرة قادراً على النهوض على قدميه، والقتال على الجبهات منفرداً، ومواجهة المقاومة التي سبقت برسم صورتها وتحديد ماهية الحرب وشكلها، بعد أن حددت زمانها ونطاقها، فأدركت قيادة الكيان السياسية والعسكرية أنها أضعف من أن تصمد أمام مقاومةٍ استعدت وتهيأت، وأعدت وتجهزت، وأنه لا بد لها أن تستعين بحلفائها، وأن تستقوي بأصدقائها، الذين أدركوا بدورهم أن قاعدتهم الاستعمارية التي زرعوها في المنطقة بدأت تتهاوى، وربما تسقط وتنهار بأسرع مما يتوقعون، فهبوا جميعاً في حجيجٍ سياسي معيبٍ على أعلى مستوى، بدأه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وتبعه الآخرون من حلفائه على نفس المستوى السياسي، في رسائل دعمٍ وإسنادٍ نظرية وعملية للكيان الصهيوني في عدوانه على الفلسطينيين.

أمام هذا التحالف الغربي المعادي برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وعضوية بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واستراليا، وغيرهم من الدول الأوروبية الغربية المؤمنة بالكيان أو الخائفة من الأمريكان، فقد بتنا في مواجهة حربٍ صهيو غربيةٍ حاقدةٍ، ترقى لأن تكون حرباً عالميةً جديدةً ضد قطاع غزة الصغير وسكانه الذين لا يتجاوزون الملونين إلا بقليل.

إلا أنهم رغم قلة عددهم وقلة ناصرهم غير الله عز وجل، صابرون محتسبون، يحتملون كل هذا العدوان، وحمم القصف والنيران، ويسجلون في كل يومٍ جديدٍ نصراً بصبرهم وثباتهم، وآخر أكبر بتحديهم ومواجهتهم، إذ ما زالت مقاومتهم رغم مضي عشرين يوماً على العدوان، تمتلك قرارها، وتوجه عناصرها، وترسل مقاتليها، وتقاتل خلف خطوط النار، وتطلق صواريخها على أهدافٍ قريبة وأخرى بعيدة، وهي تعد بالنصر والتمكين ومواصلة ما بدأت، وتبشر العدو وحلفاءه بالخيبة والفشل، والهزيمة والخسارة، إذ ما علم هذا العدو وحلفاءه أننا أبناء أمةٍ ينتصر دمها على السيف، وتتغلب عينها على المخرز.

بمناسبة العيد الحادي والثمانين للاستقلال علينا ان نفتخر ببلدنا  شهداؤنا روت دماؤهم ارض الوطن ورسمت مساحته
أخبار لبنان منوعات

بمناسبة العيد الحادي والثمانين للاستقلال علينا ان نفتخر ببلدنا شهداؤنا روت دماؤهم ارض الوطن ورسمت مساحته

بمناسبة العيد الحادي والثمانين للاستقلال اصدرت مؤسسة حسن صعب للدراسات والأبحاث البيان التالي : يأتي عيد الاستقلال في ظل عدوان اسرائيلي مستمر يستهدف وطننا بأرضه وشعبه ومؤسساته، حيث اختلطت دماء الشعب المقاوم بدماء شهداء المؤسسات العسكرية والامنية . وما زال العدو الجائر يهدد ويدمر ويقتل “آلاف الشهداء، عشرات الآلاف من الجرحى والمعوقين، قرى مدمرة، أبنية […]

اقرأ المزيد
عروض أميال إضافية خلال موسم الأعياد من سكاي واردز  طيران الإمارات
منوعات

عروض أميال إضافية خلال موسم الأعياد من سكاي واردز طيران الإمارات

دبي، 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024: كشف برنامج سكاي واردز طيران الإمارات عن طرح عروض حصرية خلال موسم الأعياد هذا العام في مول أميال سكاي واردز، وتطبيق سكاي واردز إيفريداي، ذا بستر كولكشن، وفنادق سكاي واردز طيران الإمارات.   تتيح عروض الموسم مضاعفة الأميال المكتسبة أثناء الاستمتاع بإقامات فندقية عالمية المستوى، والتسوق في بعض العلامات […]

اقرأ المزيد
” اليوم العالمي للطفل ” يعد احتفاء بالبراءة وصناعة المستقبل
منوعات

” اليوم العالمي للطفل ” يعد احتفاء بالبراءة وصناعة المستقبل

بقلم د : خالد السلامي 20-11-2024 يأتي اليوم العالمي للطفل كل عام ليذكّرنا بأغلى ما نملك؛ الأطفال الذين يحملون في أعينهم بريق المستقبل وفي قلوبهم براءة الحاضر. هذا اليوم ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو دعوة عالمية للوقوف مع الأطفال ومنحهم حقوقهم الكاملة التي تضمن لهم حياة كريمة وفرصة لتحقيق أحلامهم. الأطفال.. ثروة الأمم الأطفال […]

اقرأ المزيد