إعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن لا حاجة لـ”القوات اللبنانية” لولا التحديات في هذا الوطن وهذه البقعة من العالم، فخوضها الانتخابات وإيصالها النواب وحصولها على وزراء وسيلة وليس جوهر او هدف “القوات”. الغاية من الوصول الى السطة تحقيق مشروعها الذي يبدأ بحفظ سيادة لبنان وتعزيز الوجود والدور المسيحي فيه وهذا ليس بالامر السهل.
كلام بو عاصي جاء خلال تمثيله رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع في رعايته لحفل عشاء منطقة المتن الاعلى في “القوات اللبنانية” في Chateau Cana في رأس الحرف بحضور: عضو تكتّل “الجمهورية القوية” نزيه متّى، مدير مكتب النائب كميل شمعون، مستشار رئيس حزب “القوات” للشؤون الداخلية جوزيف ابو جوده، منسّقة منطقة المتن الاعلى ماري ابي نادر، مُنسّق منطقة بعبدا جورج مزهر، مُنسّق المتن الاعلى السابق جان انطون، منسقة اميركا الشمالية زينة يمّين، رئيسة جهاز تفعيل دور المرأة سينتيا الاسمر، رئيس مصلحة اطباء الاسنان الدكتور انطوان كفوري، رئيسة مصلحة المهن المُجازة ميراي ماهر، وعدد من أعضاء المجلس المركزي ورؤساء مكاتب ومراكز المنطقة، بالإضافة الى عدد من رؤساء البلديات، ومخاتير وحشد من المحازبين.
بو عاصي ذكّر انه عبر التاريخ، وحدهم مسيحيو لبنان دون سواهم من مسيحيي الشرق الاوسط، كانوا لا يدفعون الجزية لا في الفتح الاسلامي ولا في زمن المماليك ولا أخيراً مع العثمانيين، مضيفاً: “هذا تاريخنا وهذا نحن وهكذا سنبقى. لكن اليوم هناك من طمّعوا “المستقوي بالسلاح” – اي “حزب الله” – بنا وهم من قلب بيتنا عنيت الجنرل ميشال عون وصهره جبران باسيل و”التيار الوطني الحر”. لم يستطع يوماً “المستقوي بالسلاح” خرقنا لكن هذه المرة الاولى التي نجح فيها مقابل حفنة من المناصب والمكاسب لا ترقى الى مستوى الشراكة بالسلطة”.
كما اعلن ان “هذا السلوك احزننا وجرحنا في العمق ولكننا لم نستسلم وسنبقى صلبين شامخين كالارز، نواصل مسارنا كما اجدادنا غير آبهين بالصعوبات. سيادة لبنان وتعدّديته وديمقراطيته التي نسعى لتحقيقها هي لكل اللبنانيين وربما البعض لا يدرك ذلك لأنه يتلهى بلعبة المناصب والمكاسب”.
تابع بو عاصي: “بصراحة، مساحة الحرية في لبنان خلقها المسيحيون ونتيجتها كانت المستوى المتقدم للعلم والمستشفيات والمدارس والثقافة والسياحة. لقد استفاد جميع اللبنانيين من هذه الحرية ودورنا التصدي لأي محاولة لخنق مساحة الحرية مقابل المناصب والمكاسب. وهذه اهم رسالة للبنان. كذلك همنا تعزيز الحضور والدور المسيحي وحينها تلقائياً يتم تعزيز حضور ودور المكونات كافة”.
كما توقّف عند ممارسات “حزب الله” قائلاً: “اليوم “الحزب” يحكم البلاد بسلاحه وجبروته ويقتل اللبنانيين من الكحالة الى عين ابل ويخنق الحرية وتلقائياً يختنق البلد. لا يمكن للحزب ان يبني بلداً ويعطى دروساً بالحرية والديمقراطية فهي غير موجودة بتربيته وهو الذي تنشّأ على يد النظامين الايراني والسوري. الحرية غير موجودة في ثقافته فيما هي في صلب ثقافتنا وسوف ننتصر لهذه الثقافة”.
كذلك، علّق على المواقف الاخيرة لرئيس “التيار الوطني الحر” قائلاً: “لقد “طوشنا” باسيل بالقول “ما خلونا” وبالامس يقول لنا خطاب باسيل الجديد “عملو معروف خلونا” نبني معمل وسد وخليلكم التصوير، اين كان فيما السلطة بيده منذ سنوات؟ تقرير “الفاريز” كشف ان الهدر بقطاع الكهرباء بلغ 24 مليار دولار طيلة تولي باسيل وفريق وزارة الطاقة منذ 12 عاماً”.
أضاف: “لن أعود لمرحلة عون في الثمانينات، لكن خلال ست سنوات من عهده الذي بدأ بكذبة دمّر البلد. لن نسكت عن اي كذبة او اي دجل او اي تنصيب، نحن ملزمون ان نضع اصبعنا بعين من يكذب. هذا واجب وطني”,
بو عاصي أشار الى ان “اساس بناء المجتمع وتحويله الى وطن يرتكز على مدماكين: الامر الاول استعداد ابنائه للشهادة في سبيله إن إقتضى الامر. نحن لسنا عشاق الموت وهذه ليست ثقافتنا، لكننا على إستعداد للموت في سبيل العيش بكرامة وشرف وأبناء المتن الاعلى خير دليل. والامر الثاني إعتراف المجتمع بتضحيات ابنائه”.
تابع: “عون كسر المدماك الثاني، فالمدماك الاول اي الشهادة نحن لها وليس هو. لقد كسر الاعتراف بتضحيات ودماء ابناء هذا الوطن الذين بذلوا حياتهم في سبيل الدفاع عنه وعن هويته وجذوره عبر تحويلهم في عقول الناس الى “زعران”. هذه جريمة لا تغتفر وهي تدمّر وطن. فالاوطان لا تبنى بإنكار تضحيات شهدائها”.
ختم: “نحن نحمل صليبين: صليب الشهادة وصليب الاعتراف بها ولا يمكن للمرء ان يكون “قوات” ما لم يحملهما. وطالما اننا نحملهما فلا شيء يقف بوجهنا او يخيفنا لا تسليح خارجي ولا استقواء بالخارج ولا اجتياحات ولا غزوات”.
وكان فتتح الحفل بالنشيدين اللبناني والقواتي، كما ألقت رئيسة مكتب تفعيل دور المرأة في المتن الاعلى كلمة رحّبت فيها بالحضور. بعد الترحيب قام أعضاء من مكتب الطلاب في المنسّقية بلفتة تكريمية لمنسقة المنطقة ماري أبي نادر عربون وفاء وتقدير لدورها، بعدها ألقت ابي نادر كلمة مما جاء فيها: “نجتمع اليوم في بلدة راس الحرف حيث التقينا كلنا من أعالي المتن الى الكحلونية دفاعاً عن الارض والإنسان دفاعاً عن فكرة لبنان وعن الحلم ببناء وطن الحق والعدالة. نعرف جيداً ان الوصول الى الدولة التي نحلم بها يحتاج الى اصرارنا على تحقيق هذا الحلم، ولكننا نعرف أيضاً ونؤمن ان قيادتنا حكيمة يمثّلها رجل حكيم سوف يقودنا مباشرة الى الهدف، فتحية إكبار لقائدنا الحكيم، تحية اخلاص ومحبة من قلب المتن الاعلى للقائد الدكتور سمير جعجع”.
بعده أطلّ رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع بكلمة مصوّرة تضمّنت دور “القوات” ورمزية منطقة المتن الاعلى من حيث الصمود والمقاومة بشتى انواعها، كما نوّه بالمشاركين خاصة في ظل هذه الظروف والأوضاع الصعبة.
جعجع أكّد أن القوات ستظل صامدة ولن تتأخر في خدمة شعبها وهي تقف جنباً إلى جنب معهم في السرّاء والضرّاء وتعمل على وقف المسار الإنحداري الذي يحاول تغيير صورة لبنان.
كما خص بالتحية المنسقة ماري ابي نادر وأثنى على نضالها المستمر منذ ثلاثين عاماً رغم كل الظروف، كما خصّ بالشكر منسق المنطقة الأسبق جوزيف ابو جوده.