غير مطابقة للمواصفات
د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
مفتشو وزارة الاقتصاد ووزارة الزراعة يقفلون معامل أجبان وألبان ومحلات لبيع الأدوية الزراعية في عدة مناطق لبنانية لأنها غير مطابقة للمواصفات. شيء رائع وهم مشكورون عما يفعلونه وكم أتمنى أن تبقى هذه الحملة على مدار السنة ..
ألطحين غير مطابق لمواصفات الصحة، ويؤكد أصحاب الأفران أنّه «زبالة» أي غير صالح إطلاقاً، وتأتي رداءة الطحين من رداءة القمح المستورد وهو من الباب غير المخصص للبيع، ومع ذلك يتمّ عجنه وخبزه ليأكله اللبناني الذي يشتري ربطة الخبز وبعد ساعة تصبح غير صالحة للاكل، فهل تعلم وزارة الاقتصاد ما يحصل في قطاع الطحين أو يجهلون الأمر؟
حتى إنّ هناك لحوم يتم بيعها مستوردة غير مطابقة للمواصفات والمقاييس..
فيعيش المواطن وللأسف أقولها من قلة الموت يأكل ما يروّج له التجار من سموم فقط ليعيش وكأنّ المواطن في لبنان أصبح حقل تجارب بيد التجار المجرمين..
حتى الفيول كم مرة ومرة استُورد منه وكان غير مطابقٍ للمواصفات ..
أحزاب لبنان وللأسف دون استثناء غير مطابقة للمواصفات وكل حزب لديه أجندة شخصية يعمل عليها دون أن يكون لديه ذرة واحدة من الوطنية إلا بالشعارات، فلا ننسى أنّهم هم من أوصلونا إلى ما نحن عليه ..
يبدو أنّ عبارة «غير مطابق للمواصفات» أضحت هاجس الشعب في كلّ الحوارات والمواضيع .
وبالتالي أصبحت هذه العبارة الأكثر شيوعاً و متداول بها.
وبما أن كلّ شيء في لبنان أمسى غير مطابق للمواصفات فلا ضير من أن تشمل صفة «غير المطابق للمواصفات » عدداً من السياسيين .
سؤالي لك يا من تقرأ مقالتي هذه، ما هي السلعة التي تستهلكها وهي مطابقة للمواصفات؟
وكم كنت أتمنى لو يتحرك الشعب ضد السياسيين لأنّ أغلبهم غير مطابق للمواصفات ..
لكن وللأسف أقولها وبحرقة قلب شعبنا أغلبه لا يستحق هذا الوطن لانه غير مطابق للمواصفات .
إذًا ما العمل؟