بقلم د : خالد السلامي
يبدأ عام دراسي جديد في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونتقدم بأحر التهاني إلى جميع أبنائنا وبناتنا الطلاب وأولياء الأمور، والمعلمين والمعلمات، وندعو الله تعالى أن يكون هذا العام عامًا مليء بالنجاح والتميز للجميع.
بدأت شمس العلم تشـرق مجددًا، وعادت الأرواح إلى مدارسها لتستقبل عامـًا جديدًا من رحلة التعلم والتطوير. يرتقبنا اليوم عام دراسي جديد في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبهذا الصدد نتوجه بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى كل أبنائنا وبناتنا الطلاب، وإلى أولياء الأمور الكرام، وإلى أساتذتنا الأعزاء، والمعلمات الفاضلات. فاليوم، نحمل بين أيدينا وعلى أكتافنا آمال وطموحات متجددة، ونأمل أن يرافق هذا العام مزيدًا من الإنجازات والتحديات الملهمة.
بينما نحتفل ببداية هذا العام الجديد، نتوجه بخالص الدعوات إلى الله تعالى، أن ينير دروب أبنائنا وبناتنا بنور العلم والمعرفة، وأن يرشدهم إلى طريق النجاح والتميز. نطلب منه أن يكون هذا العام عامًا مليئًا بالأمل والإيجابية، حيث يمكن لكل فرد أن يطوّر ذاته ويبذل جهدًا للوصول إلى أقصى إمكاناته.
لا شك أن التعليم هو ركيزة أساسية في بناء أي مجتمع، وهو الأساس الذي يبنى عليه مستقبل أبنائنا وبناتنا. فالعلم هو الذي يفتح آفاقهم ويمنحهم القدرة على التفكير والابتكار والمساهمة في بناء وطنهم. إن عظمة الدور الذي يلعبه التعليم في ترسيخ قواعد المجتمع وبنائه لا يمكن تجاوزه. فهو يعتبر الأساس الذي يستند إليه مستقبل أبنائنا وبناتنا، فالعلم والمعرفة هما الرافعتان التي ترفع بهما أفق تفكيرهم وتمكنهم من تحقيق إبداعاتهم ومساهماتهم في تطوير وبناء وطنهم العزيز.
في هذا السياق، يشكل التعليم نافذة للمعرفة تطل على أفق المعرفة الواسعة. إنه يمنح أبنائنا وبناتنا فرصة توسيع أفقهم وزيادة معرفتهم، مما يمكنهم من فهم تطورات العالم والمشاركة بفاعلية فيها. إلى جانب ذلك، يمكن للتعليم أن يزرع في قلوبهم قيم الإبداع والاستقلالية والتفكير النقدي، ما يمكنهم من التصدي للتحديات بثقة وإبداع.
إن تعزيز القدرة على التفكير والابتكار هو مهمة حيوية للتعليم. إذ يتيح لأبنائنا وبناتنا التخطيط للمستقبل وتصميم حلول جديدة للمشكلات. وبالتالي، يمكنهم أن يصبحوا عوامل فاعلة في بناء وطنهم والمساهمة في تطوير مجتمعهم.
إن التعليم ليس مجرد انتقال معلومات من معلم إلى طالب، بل هو عملية بناء شخصية تتضمن تنمية القيم والأخلاق وتشجيع التعلم مدى الحياة. ومن هنا، تأتي أهمية المعلمين والمعلمات في توجيه وإلهام الطلاب، وتشجيعهم على التعلم المستمر والتطوير الذاتي.
لن يكون هناك تحقيق للتميز والتقدم من دون تعزيز قاعدة التعليم. إن استثماراتنا في ميدان التعليم تمثل استثمارًا حقيقيًا في مستقبلنا ومستقبل أجيالنا القادمة. لذا، دورنا جميعًا كأفراد ومجتمع هو دعم وتعزيز عملية التعليم، وتقديم الدعم الكامل لأبنائنا وبناتنا في رحلتهم التعليمية، لنبني بذلك وطنًا قويًا ومتقدمًا على أسس المعرفة والتفكير النقدي.
إلى أبنائنا الأعزاء، الطلاب والطالبات، إن هذا العام الدراسي يعد فرصةً ثمينةً لبناء مستقبلكم، وصقل مهاراتكم، وتحقيق أحلامكم. تجدون في العلم والمعرفة أدوات تمكنكم من مواجهة التحديات والنجاح فيها. كونوا جددًا في نشاطكم، واستفيدوا من الفرص التعليمية المتاحة أمامكم. أود أن أنبهكم إلى أهمية هذه المرحلة التعليمية في حياتكم. حددوا أهدافكم بعناية وواجهوا التحديات بثقة وإصرار. ننصحكم بتنظيم وقتكم بشكل جيد، والاستفادة القصوى من كل لحظة. اجتهدوا في متابعة دروسكم واستفسـروا عن كل ما لا تفهمونه. تعلموا التعاون مع زملائكم والمشاركة الفعّالة في الأنشطة المدرسية. ثقوا بأنفسكم ولا تيأسوا أمام الصعاب.
لأولياء الأمور الأعزاء، إنكم شـركاء أساسيين في رحلة تعليم أبنائكم. دعمكم وتوجيهكم لهم يلعبان دورًا كبيرًا في تحقيق نجاحهم. كونوا داعمين ومشجعين، وشاركوهم في أهدافهم التعليمية. نتمنى لكم دورًا فعّالًا في دعم أبنائكم خلال هذا العام. تواصلوا معهم وكونوا مصدر إلهام ودعم لهم. ساهموا في توجيههم نحو الهدف وشجعوهم على تطوير مهاراتهم واهتماماتهم. تذكروا أنكم أول معلميهم وأهم نموذج يحتذون به.
أما لمعلمينا ومعلماتنا الأعزاء، فأنتم صنّاع الأجيال وبناة المستقبل. تحملون مسئولية كبيرة في تقديم تجربة تعليمية مثرية وملهمة للطلاب. بتفانيكم وإبداعكم، تضعون بصماتكم في قلوبهم وعقولهم. إن لكم دورٌ كبير في توجيه رحلة الطلاب نحو العلم والتعلم. كونوا مثالًا يحتذى به، وخططوا لدروسكم بعناية لتجعلوها ملهمة وجذابة. ابتكروا في أساليبكم التعليمية لتلبية احتياجات جميع الطلاب. كونوا عادلين ومتعاونين ومفتوحين للتواصل مع الأهل.
وفي ختام هذا المقال، نأمل أن يكون هذا العام الدراسي فاتحة خير على الجميع. نسأل الله تعالى أن يكون عامًا مليئًا بالتحديات والنجاحات، وأن يوفقنا جميعًا في تحقيق أهدافنا وتطلعاتنا. نتمنى من الله أن يمنّ على هذا العام الدراسي بالتوفيق والتميز للجميع. لنبدأ سويًّا هذه الرحلة التعليمية بعزم وثقة، ولنستمتع بالتعلم والتطور في كل يوم يمر. فلنكن جميعًا عناصر إيجابية في مجتمعنا، ولنسهم في بناء مستقبل أفضل لدولتنا الغالية. فلنعمل معًا من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا ولوطننا الغالي
المستشار الدكتور خالد السلامي -، سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 وعضو الامانه العامه للمركز الأوروبي لحقوق الإنسان والتعاون الدولي وعضو التحالف الدولي للمحامين والمستشاريين الدوليين .