برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي، ونيابة عن المجتمع الإنساني في لبنان، نظّم منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان السيد عمران ريزا ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) حفلاً تكريمياً بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني. وأقيمت الفعالية في فندق موفنبيك في بيروت بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور سعادة الشامي ووزير الصحة الدكتور فراس أبيض وممثلين عن الوزارات الحكومية والجهات المانحة ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام.
وأحيا الحفل الذكرى العشرين للتفجير المأساوي في مجمع الأمم المتحدة في بغداد الذي وقع في 19 أغسطس 2003 ، كما احتفى بالعاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم لالتزامهم الراسخ بتقديم المساعدة للمجتمعات التي يخدمونها، مهما كانت هويتهم، مهما كان مكانهم ومهما كانت ظروفهم.
في كلمتها الافتتاحية، أشادت رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في لبنان، السيدة سيفيرين راي، بالعاملين في المجال الإنساني الذين قتلوا أثناء أداء واجبهم وأكدت مجددًا على المبادئ التي يقوم عليها العمل الإنساني، داعية إلى حماية ورفاه وكرامة جميع المتضررين بسبب الأزمات، ومن أجل سلامة وأمن عمال الإغاثة الذين يدعمونهم، وقالت، ” إن الهجمات على عمال الإغاثة والمنشآت – مثل الهجمات على المدنيين – هي انتهاك للقانون الدولي ويجب محاسبة الجناة. نحن لسنا هدفاً. نحن هنا لغرض واحد: لإنقاذ الأرواح وحمايتها “.
وتأكيداً على الدور الأساسي للمجتمعات المتضررة خلال الأزمات، احتفل منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بهذه المناسبة من خلال تقديم وتكريم عمل خمس منظمات محلية في لبنان: “اينيا لينيا” للمهاجرات والصليب الأحمر اللبناني والاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركيًا وجمعية النساء الآن من أجل التنمية وجمعية البرامج النسائية. وشددت ممثلات المنظمات الخمس المكرّمة في بيانهم على أهمية هذا التكريم، مؤكدات التزامهن بالعمل الإنساني المبدئي لخدمة المجتمعات الأكثر ضعفاً في لبنان، بما في ذلك اللبنانيين واللاجئين والمهاجرين والأشخاص ذوي الإعاقة.
وفي معرض الإشادة بالتزام جميع العاملين في المجال الإنساني في لبنان، قال السيد عمران ريزا: “اليوم، نحن هنا لتقدير وتكريم تفاني العاملين في المجال الإنساني في لبنان، ولا سيما أولئك الذين ينتمون إلى المجتمعات التي يخدمونها. من خلال مشاركتهم، أثبتوا لنا أنه على الرغم من التحديات، لا يزال الشعور بالإنسانية المشتركة سائدًا في لبنان وأن الكثيرين يسعون إلى إيجاد حلول لصالح الجميع. إنهم يبعثون الأمل بمستقبل أفضل في لبنان. يكون العمل الإنساني في أفضل حالاته عندما يحركه ويقوده نفس الأشخاص من نفس المجتمعات التي يخدمونها – يجب أن يكون الناس أنفسهم مهندسي التعافي “.
ومن جهته أكد نائب رئيس مجلس الوزراء، الدكتور سعادة الشامي في كلمته أنه “إلى أن يتحقق التعافي الاقتصادي ويوضع البلد على المسار الصحيح، يتحتم علينا الوقوف وراء المبادرات الإنسانية وتعزيز الشعور بالتضامن. سواء كنا نساهم ماديًا، أو ندعو لإصلاح السياسات، أو ببساطة نعزز ثقافة التعاطف، فإن كل عمل لديه القدرة على إحداث تغيير ذي مغزى. [..] بإمكاننا إنقاذ لبنان، الذي يتمتع بوفرة رأس المال البشري ، على الرغم من الهجرة الجماعية الأخيرة ، وثروة المواهب والموارد السخية، والأشخاص المعروفين بروحهم الريادية وتصميمهم على النجاح “.
خلفية
في 19 أغسطس/آب 2003 ، استهدف تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد بالعراق وأسفر عن مقتل 22 من عمال الإغاثة، بمن فيهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ، سيرجيو فييرا دي ميلو. بعد خمس سنوات، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بتعيين يوم 19 أغسطس/آب يومًا عالميًا للعمل الإنساني. في كل عام ، يسلط اليوم العالمي للعمل الإنساني الضوء على موضوع يجمع الشركاء من جميع أنحاء النظام الإنساني للدفاع عن حماية ورفاهية وكرامة الأشخاص المتضررين من الأزمات، وسلامة وأمن عمال الإغاثة الذين يدعمونهم.