بقلم د. ليلى الهمامي
يُعتبر مهاتير محمد واحداً من أنجح الرجال في العالم وأكثرهم كفاحاً ونضالاً، حيث عمل بجهدٍ وخطوتٍ ثابتة إلى أن نجح في استلام رئاسة وزراء ماليزيا التي استطاع أن يحولها من الدول الفقيرة إلى مصاف الدول الغنية في العالم.
تحت حُكم مهاتير محمد، شَهِدَت ماليزيا نمواً اقتصادياً كبيراً. فقد بدأ بخصخصة المؤسسات التابعة للدولة، ومن ضمنها: شركات الطيران والخدمات والاتصالات، مما زاد من دخل الدولة وساهم في تحسين ظروف العمل للكثير من الموظفين، وأنشأ طريقاً سريعاً يربط ما بين حدود تايلاند في الشمال إلى سنغافورة في جنوب البلاد، والذي يُعَدُ أحد أهم مشاريعه للبنية التحتية.
تحت حكومته حققت ماليزيا نمواً اقتصادياً بمقدار 8%، وأصدر مهاتير خطة اقتصادية بعنوان: المُضِي قُدماً أو رؤية 2020 مؤكداً أنّ ماليزيا ستصير في عِداد الدول المتقدمة بحلول عام 2020، ساهم مهاتير في تحويل الاعتماد الاقتصادي في ماليزيا من الزراعة والموارد الطبيعية إلى الصناعة والتصدير، وتضاعف دخل الفرد بشكلٍ كبير.
وأعظم إنجازاته خلال فترة حكمه كرئيسٍ للوزراء كانت استراتيجية الانتعاش الاقتصادي التي اتبعها عقب الأزمة الاقتصادية الآسيوية في عام 1998، فقد خالف آراء مستشاريه وربط سعر صرف العملة بالدولار الأمريكي، وكانت هذه الخطوة الجريئة سبباً في تعافي اقتصاد ماليزيا أسرع من الدول الأخرى.
حصل مهاتير على العديد من الجوائز والأوسمة المحلية والدولية، من ضمنها: جائزة جواهر لال نهرو للتفاهم الدولي، وجائزة الملك فيصل العالمية عام 1997، وتم ترشيحه لجائزة نوبل للسلام سنة 2007، لدوره في إعادة إعمار البوسنة والهرسك عقب الحرب الطائفية التي شهدتها.