إعتدنا أن نعيش دون ودائعنا لكن لم نعتَد أن نعيش بلا كرامة.
د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي نحو التغيير.
كم من شخص ليس لديه مغترب يدعمه بالدولار “الفريش” ليعيش بكرامته في هذا الوضع المأساوي ومحاط بالفقر، وكم من شخص يعيش بكرامته ولا يُذَل لأحد بالرغم من فقره ..
ولماذا أغلب السياسيين بلا كرامة ؟
ولماذا ينتفض الإنسان الشريف من أجل كرامته؟
ألجواب وباختصار لأنه يدرك يقيناً أنها من أعز ما يملكه فلو وضعوه بين خيارين: الأول صون كرامته والثاني أخذ مال الدنيا، لاختار الأول بلا تردد، بل والأكثر من هذا فهو مستعد أن يلقى حتفه عزيزاً على أن يحيا بلا كرامة، لأنها هي من تفرّق بين أن يكون إنساناً وبين أن يكون لا شيء، فالذي يعيش بدون كرامته ذليلاً يستجدي العطف ولا يجده حتى فيمن يدّعون حبهم له، ويتسول الشفقة ولا يلمسها حتى بين أقرب المقربين له، رحم الله من قال ” إنّ الحياة وقفة عز”
ألكرامة هي حق الفرد في أن يكون للإنسان قيمة وأن يُحترم لذاته، وأن يُعامل بطريقة أخلاقية. الكرامة هي موضوع ذو أهمية في كل من الأخلاق والأخلاقيات والقانون والسياسة.
يموت الإنسان في الحياة حين تموت كرامته.
فقِيَمُنا أيها الوطن الصابر لم ننسَها بعد في تقديسنا لثراك.
عزيزي أيها المواطن إنّ الذي ينتفض لأجل كرامته لا ينهزم ولا يمكن أن ينجذب للمغريات التي تُعرض أمامه وتُقدّم له على طبقّ من ذهب مقابل التنازل عنها ، فلا شيء أثمن عنده من الكرامة التي يستحيل مقايضتها أبداً.
فالشعوب التي تحرّكت لإسقاط أنظمتها المستبدة من طغيانها، لم يكن محرّكها هو “كسرة الخبز”، ولا مطالب مادية تسعى إليها للتنعّم بحياة ترفيهية رخيصة، بمعيار الشرف، كما يتوهم البعض..ولكنها تحركت لتحيا من جديد، حياة الحرية و”الكرامة”، وهي تعلم علم اليقين وحقه وعينه أن لهذه الحياة الجديدة مخاضاً برائحة الموت، يموت من أجلها جيل، لتعيش أجيال..
“للجد بتلبقلنا الحياة وبكرامة “….