نظّمت جامعة البلمند برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي وبالتعاون مع جمعية مرعي للأعمال الخيرية وشبكة التحوّل والحوكمة الرقمية في لبنان والمجلس العربي اللبناني، مؤتمراً يتناول قضايا “استراتيجيّات التحوّل الرقمي والحوكمة الرشيدة في لبنان” يوم الخميس 16 شباط 2023 في حرم جامعة البلمند في الكورة. وقد حضر المؤتمر ممثّل دولة رئيس مجلس الوزراء وزير السياحة وليد نصّار، رئيس لجنة تكنولوجيا المعلومات النيابّية النائب طوني فرنجيه، ممثّلة وزير الإقتصاد رئيسة مصلحة حماية المستهلك في وزارة الإقتصاد الأستاذة لمى علم الدين، رئيس جامعة البلمند الدكتور الياس وراق، منسّق عام شبكة التحوّل والحوكمة الرقمية في لبنان البروفسور نديم منصوري، مديرة العلاقات العامة في جمعية مرعي للأعمال الخيرية البروفسورة وديعة الأميوني، عدد من الخبراء في مجال التحوّل الرقمي والحوكمة الرشيدة، عمداء كليّات جامعة البلمند، عدد من الأساتذة، الموظّفين والطلاب.
وقد سلّط المؤتمر الضوء على أهمّ الإستراتيجيّات الوطنية المعتمدة ضمن إطار التحوّل الرقمي كما وشدّد على أهميّة تكنولوجيا التربية في المؤسّسات التعليمية وأهميّة إقتصاد المعرفة وإدارة الأعمال الذكية في عصر التكنولوجيا الرقمية.
وقد لفتت البروفسورة الأميوني إلى دور التحوّل الرقمي في محاربة الهدر والفساد إذ انّه يضع التكنولوجيا في صميم كل استراتيجية سياسية وإجتماعية وإقتصادية. وأضافت: “نحن اليوم في هذا الصرح الأكاديمي العظيم نسعى لرفع مستوى الوعي ووضع توصيات لترسيخ تفكير نقدي جديد، بعيدًا عن الفساد والمحسوبية والسياسات المدمرة للبلاد”.
وبدوره أشار البروفسور منصوري إلى سعي شبكة التحوّل والحوكمة الرقمية الدائم إلى بناء علاقة تشاركية وتعاونية مع الحكومة اللبنانية ولجنة التحوّل الرقمي الوزارية واللجنة الفنية وكافّة اللجان المختصّة، لتحقيق القضايا المركزية التي تعمل عليها الشبكة. كما وعبّر عن فخره بالتعاون مع جامعة البلمند قائلاً: “إنّ جامعة البلمند مؤسّسة تتوجّه لرقيّ الإنسان وتتمتّع برؤوية مستقبلية واضحة. وفي ضوء ذلك تمّ توقيع مذكّرة تفاهم بين الطرفين آملين أن تكون هذه الشراكة مدخلاً لتوحيد الجهود ما بين القطاعين الأكاديمي والمجتمع المدني المتخصص بتطبيق إستراتيجيات التحوّل الرقمي”.
في كلمته أكّد الدكتور وراق على ضرورة اللجوء إلى مبدأ الحوكمة والتحوّل الرقمي في المناهج الأكاديمية مشدّدا: ” إنّ اهتمامنا بهذا المضمار إنّما ينبع من معرفتنا الأكيدة أنّ التحوّل الرقمي هو أساس لتطوير المناهِج، زيادة فرص العمل، وملاقاة التوجّه الأكاديمي العالمي، إضافةً إلى تطوير المجتمع”. كما وأشار إلى الأثر الإيجابي الذي يتركه هذا المفهوم على مختلف القطاعات قائلا: “إنّ الذهاب في هذا المنحى، يفضي ليس فقط إِلى مزيد من العَمَلانية في الأمور الحياتية المتصّلة بالمعاملات الرسمية، وإنّما يريح المواطن من عبء الرشوات، والمماطلة، وإضاعة الوقت، والإستغلال السياسي”.
وقد شدّد النائب فرنجيه على دور لجنة تكنولوجيا المعلومات البرلمانية معلناً: “يجب أن نعمل على ضمان إستخدام التكنولوجيا بطريقة شفّافة وخاضعة للمساءلة وبما يخدم مصالح مواطنينا كما يجب أن نتأكّد من أن السياسات التي نضعها شاملة ويمكن الوصول إليها، مع مراعاة احتياجات جميع أفراد مجتمعنا، بغض النظر عن وضعهم الإجتماعي والإقتصادي”. كما وأشار إلى أهمية أن يكون إستخدام التكنولوجيا محكوماً بسياسات واضحة وفعالة تعزّز الحكم الرشيد.
أما الوزير نصّار فأكّد في مداخلته على جهود وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية مصرّحًا: “ترتكز عملية تطبيق الإستراتيجية الوطنية للتحوّل الرقمي على معايير حيوية تسمح التنفيذ السليم للخطة والبرنامج التطبيقي وهي: تصنيف البيانات، تمكين الوصول الرقمي، المنصة، الترابط البيني، أمن المعلومات، إستمرارية الأعمال الحكومية”. ولفت بدوره إلى هدف هذه الإستراتيجية إلى تزويد روّاد الأعمال الشباب بالقدرات الرقمية الأساسية الضرورية لبناء دولة حديثة عادلة.
وقد تطرّقت الأستاذة علم الدين إلى مفهوم الإقتصاد الجديد وخصائصه الأساسية التي تميّزه عن الإقتصاد التقليدي وفوائده في دعم الإقتصاد الوطني وخاصّة في الأزمة غير المسبوقة التي يمرّ بها لبنان. وقد أوضحت: “إنّ أهمّ الخصائص التي يتّسم بها اقتصاد المعرفة يتمثّل في التوسّع المستمرّ في توظيف العلم والتكنولوجيا في جميع ميادين الإقتصاد ودورها الحاسم في عملية الإنتاج”.
وقد أتى هذا المؤتمر كخطوة تعاونية أساسية بين المؤسسات المعنية باستراتيجيات التحوّل الرقمي والحوكمة الرشيدة وعملاً بمذكرة التفاهم التي قد وُقّعت بين جامعة البلمند وشبكة التحوّل والحوكمة الرقمية في لبنان.
