الجامعة الأميركية في بيروت تعلن عن تأسيس
مركز رادا ومعتز الصواف لدراسات الشرائط المصورة العربية
أعلنت الجامعة الأميركية في بيروت عن إنشاء مركز رادا ومعتز الصواف لدراسات الشرائط المصورة العربية في 18 تشرين الثاني 2022. وتتمثل مهمة المركز الجديد في دراسة الشرائط المصورة من العالم العربي وتعليمها والترويج لها والحفاظ على تراثها، بهدف احتضان هذا المجال وقوانينه كمعلم أساسي من معالم الفن العربي المعاصر ووضعه على الساحة العالمية.
كما سينظم المركز، كجزء من مهمته، جائزة محمود كحيل العربية السنوية المرموقة، وهي الآن في عامها الثامن، لتكريم المواهب من المنطقة وعرضها ودعمها أمام جمهور عريض، وذلك من خلال إطلاق كتاب وإقامة معرض وحفل توزيع جوائز.
تم إنشاء مركز رادا ومعتز الصواف لدراسات الشرائط المصورة العربية في الجامعة الأميركية في بيروت من خلال ائتمان سخي بقيمة 5 ملايين دولار أميركي أنشأه عضو مجلس الأمناء معتز الصواف (بكالوريوس من الجامعة الأميركية في بيروت في الهندسة المعمارية عام 1974) وزوجته رادا الصواف مما سيوفر دعمًا ماليًا دائمًا للمركز. وسيكون مركزًا بحثيًا لدراسة هذا التراث الثقافي العربي وتدريسه، ولإنتاج الموارد المرجعية ودعم الدراسات التاريخية والتحليلية بالإضافة إلى توثيق الشرائط المصورة السابقة والحالية في العالم العربي.
قال رئيس الجامعة الأميركية في بيروت فضلو خوري، “إنّ الشرائط المصورة والروايات التصويرية هي من بين أقوى وسائل التعبير الجديدة خلال المئة عام الماضية”. كما أضاف أنّ “الجامعة الأميركية في بيروت انخرطت بجدية في دراسة وعرض هذه الظاهرة تحت قيادة البروفيسورة لينة غيبة. وقد أنتج الدعم والتوجيه السخيان من معتز ورادا الصواف منحةً تحويليةً أصبح معها مركز دراسات الشرائط المصورة العربية في الجامعة الأميركية في بيروت واقعًا مثيرًا الآن. من اللائق أن يُتوَّج الشغف القديم لعضو مجلس الأمناء، معتز الصواف، وخبرته بالكاريكاتير والشرائط المصورة في إنشاء هذا المركز القوي والأول من نوعه في جامعته الأم، حيث نثق أنّ القيادة النبيهة للينة ستضعنا على الخريطة العالمية لبرامج الشرائط المصورة الأكاديمية.”
لقد أمتعت الشرائط المصورة والكاريكاتير والرسوم التصويرية العربية أجيالًا في العالم العربي. وحظيت بشعبية خاصة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي عندما وصلت إلى “مستوى عالٍ غير مسبوق من حيث الجودة والإنتاج،” قالت الأستاذة المشاركة في مجال التصميم لينة غيبة، التي تُدرّس الرسوم المتحركة والرسوم التصويرية والشرائط المصورة في الجامعة الأميركية في بيروت. وشهد الوسط نموًا متجددًا في السنوات الأخيرة خاصة في الأعمال التي يتم إنشاؤها للبالغين. وتُنظَّم العديد من المهرجانات الإقليمية المخصصة لهذا الفن سنويًا مثل المهرجان الدولي للشريط المرسوم في الجزائر (فيبدا)، ومهرجان كايرو كوميكس في مصر، ومهرجان تازركة التونسي. كما تزايد الاهتمام بتاريخ الشرائط المصورة العربية على المستوى الدولي. ويعود جزء من الفضل في زيادة الاهتمام إلى جهود غيبة وزملائها، ومبادرة معتز ورادا الصواف للشرائط المصورة العربية، التي تأسست في الجامعة الأميركية في بيروت عام 2014.
معتز الصواف هو فاعل خير سخيّ موّل العديد من المبادرات في الجامعة، وهو رسام كاريكاتير بارع حصل على شهادة في الرسوم المتحركة من استوديو بوب غودفري بلندن عام 1975، ولديه مكانة عزيزة في قلبه للشرائط المصورة العربية. “منذ سنوات دراستي الأولى في الكلية الدولية وما بعدها في الجامعة الأميركية في بيروت، كنت أزور مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت للبحث عن كتب قديمة عن الشرائط المصورة والفنانين وما إلى ذلك.
كان شغفي المبكر هو إنشاء جائزة للترويج فن الشرائط المصورة العربية في الجامعة الأميركية في بيروت،” قال الصوّاف. “لقد درست الرسوم المتحركة والهندسة المعمارية، وأدرك أن العمل في الشرائط المصورة في العالم العربي لن يدفع الفواتير، لذلك ركزت على الهندسة المعمارية كما نصحني والدي الراحل. لقد كان محقًا، لكني محق في أهمية الشرائط المصورة العربية في الدول العربية. آمل أن يحقق هذا المركز حلمي وحلم زوجتي، رادا.”
“سيسمح لنا إنشاء هذا المركز بالقيام بالعديد من الأشياء التي حلمنا بها – وهي مهمة جدًا – من أجل ضمان دراسة التراث الغني لفن الشرائط المصورة العربية والحفاظ عليه ومشاركته بالإضافة إلى دعم وتشجيع الفنانين الحاليين والناشئين،” قالت غيبة. وستشمل أنشطة المركز أيضًا توفير مستودع مجهّز للتراث الغني لهذا الفن، وذلك من خلال بناء مجموعات وأرشيف خاص؛ وبناء برامج ودورات تعليمية عن الشرائط المصورة؛ وتنظيم مؤتمرات وجوائز ومعارض وورش عمل ومحاضرات وغيرها من الفعاليات المتعلقة بالشرائط المصورة العربية بشكل خاص ومجال هذا الفن بشكل عام. كما يسعى المركز إلى تقديم سرديات بديلة من المنطقة وحولها من خلال إنتاج وتشجيع الأبحاث حول الشرائط المصورة في المنطقة.
وعلّق رئيس مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت فيليب خوري قائلاً، “كان عضو مجلس الأمناء معتز الصواف وزوجته رادا شريكين حقيقيين للجامعة الأميركية في بيروت لسنوات عدة.” و”يمكن الشعور بتأثيرهما في جميع أنحاء جامعتنا وفي المركز الطبي. أعرف أن هذا المركز عزيز جدًا على قلب معتز، مما يجعله أكثر أهمية لنا جميعًا.”