ليلي الهمامي : تنظيم فتح آخر جدار للامن القومي في الساحة الفلسطينية
كتب – علاء حمدي
دعت الدكتورة ليلي الهمامي – الخبيرة السياسية التونسية واستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن ، لـــ دعم تنظيم فتح مؤسس نهج المقاومة العقلانية المستقل ضد بسط النفوذ بعين الحلوة حيث شهد مخيم عين الحلوة اليوم معركة بسط النفوذ واشتباكات دامية بعين الحلوة ويعد تنظيم فتح آخر جدار للامن القومي في الساحة الفلسطينية ونحن ندعم جهرا وقلبا وعقلا تنظيم فتح الشجاع بما هو التنظيم الوحيد الذي يؤسس لنهج المقاومة العقلانية المستقل عن منطق الالحاق الإيراني الخبيث في المنطقة .
وتكبد أهالي مخيم “عين الحلوة” للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ثمنا باهظا بعدما تحول عدد من أحيائه إلى أشبه بساحة حرب مشتعلة بين مقاتلين من حركة “فتح” ومجموعات أخرى من القوى الإسلامية، حيث تواصلت الاشتباكات العنيفة 4 أيام، تخللها استخدام للقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة المتوسطة، في حين يترقب السكان اختبار مفعول تثبيت وقف إطلاق النار. والتبادل العنيف لإطلاق النار بين عناصر من حركة فتح وبعض الجماعات المتشددة أدى إلى نزوح عدد من العائلات ليتم التوافق على اتفاق لوقف إطلاق النار ، غير أن الاتفاق لم يتم وتبعته مناوشات بين الطرفين زادت حدتها صباح أمس . والاشتباكات أثرت بدورها على حركة العمل والمحال التجارية وشلت العمل في الجامعات والمدارس، ما دعا الجيش اللبناني إلى غلق جميع مداخل عين الحلوة بعد تجدد الاشتباكات داخله.
وألقت اشتباكات مخيم عين الحلوة بظلالها على قضية اللاجئين بطبيعة الحال والمعاناة التي يكابدونها ليل نهار في ظل موقف دولي متأزم وظرف تاريخي ربما يكون غير مسبوق، لتستمر معاناة اللاجئين وأزمة المخيمات دون حل جذري. حيث شهد الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان اشتبكات مرة جديدة والذي يقطنه أكثر من 75 ألف لاجئ، وهو أكبر المخيمات الفلسطينية في الشتات. لكن هذه المرة يبدو أن احتدام المعارك بين حركة “فتح” وتنظيم “جند الشام” وبعض الفصائل الصغيرة المتطرفة لمدة تجاوزت حتى اليوم أكثر من ستة أيام متتالية، سقط خلالها نحو عشرين قتيلاً وعشرات الجرحى، مختلف عما سبق.
وكانت الصدامات المسلحة في المخيم في المرات السابقة تعكس تنافساً موضعياً على النفوذ داخل أحياء المخيم المزدحم، أما اليوم فالصدام الذي تشكل حركة “فتح” أساسه أخذ طابعاً له امتدادات خارج المخيم تصل إلى قلب الضفة الغربية. كما أن خلفياته لا تتوقف عند صراع نفوذ على حي، أو مركز أو موقع في مخيم في لبنان، بمقدار ما تتوقف على جملة معطيات طرأت على الساحة الفلسطينية عامةً، وانفجرت اليوم داخل أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين خارج فلسطين نفسها. حتى فرق الإسعاف غادرت المخيم بعد أن تم استهداف سيارتي إسعاف. معظم هذه الفرق تمركزت خارج المخيّم في نقاط قريبة من حواجز الجيش الذي يسيطر على مداخل المخيّم ولا يدخله – وهذا هو الوضع القائم في كل المخيمات الفلسطينية منذ عقود.