نقابة تكنولوجيا التربية تكرّم الدكتور حسّان قبيسي وتمنحه وسام التميّز والابتكار التربوي
برعاية رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران ممثّلًا بعميد كلية العلوم البروفسور علي كنج، أقامت نقابة تكنولوجيا التربية في لبنان احتفالًا تكريميًّا للدكتور حسّان قبيسي وذلك نهار السبت ١٣ ايار ٢٠٢٣ في مركز باسل الأسد الثقافي في صور. حضر الاحتفال إلى جانب البروفسور كنج ، المحتفى به الدكتور حسان قبيسي ، رئيس الحركة الثقافية في لبنان الاستاذ باسم عباس، نقيب تكنولوجيا التربية الاستاذ ربيع بعلبكي، منسّق الاحتفال الدكتور ماجد جابر، البروفسور وسيم جابر، مدير الجامعة الإسلامية – فرع صور الدكتور غسان جابر، مدير جامعة المدينة- فرع صور الدكتور مصطفى الكردي، مديرة ثانوية السراج صديقين الاستاذة سمر عماشا، الأستاذة الجامعية الدكتورة جوريّة فوّاز، الخبير التربوي الدكتور نبيل قسطنطين، رئيس مجموعة البازورية الإعلامية الدكتور مهدي قرعوني، رئيس المركز الحضاري للحوار المهندس سمير الحسيني، وفد من متقاعدي منطقة النبطية، عدد من طلاب واحباء وأقرباء الدكتور قبيسي، إضافة الى عدد من مديري وأساتذة المدارس وفعاليات تربوية واجتماعية.
أُستهل اللقاء التكريمي بالنشيد الوطني اللبناني، تبعه كلمة افتتاحية لمقدمة الاحتفال الاستاذة الجامعية الدكتورة جورية فواز، تلاها كلمة لمنسّق الاحتفال الدكتور ماجد جابر، وكلمة باسم الطلاب القتها الاستاذة الاء عيسى، ثم تم عرض فيديو لشهادات عدد من طلاب المحتفى به في عطاءاته ومآثره، ومن ثم تناوب على الكلام بالتوالي كلّ من نقيب تكنولوجيا التربية الاستاذ ربيع بعلبكي، رئيس الحركة الثقافية في لبنان الاستاذ باسم عباس، عميد كلية العلوم البروفسور علي كنج ممثلًا رئيس الجامعة اللبنانية ، واختتمت الكلمات مع المحتفى به الدكتور قبيسي ، قبل ان يتسم تسليمه وسام التميز والابتكار التربويّ.
فوّاز
مقدمة الاحتفال الاستاذة الجامعية الدكتورة جورية فوّاز، وبعد ترحيبها بالحضور، ألقت الكلمة الافتتاحية حيث رأت أنّ المناسبة تدعو الى الوقوف على معنى التكريم الذي هو وفق الفهم الثقافي اعترافٌ بقدرات متميزة وإبداعات تأخذنا الى التأمل بنتاج اصحابها، مشيرةً الى أنّ الدكتور قبيسي هو تاريخ وعنوان كبير من عناوين التربية في لبنان وله مآثر علمية وتعليمية، لافتةً الى أنّ الأبحاث التربوية التي غاص بتفاصيلها الدقيقة، غدت من المراجع التي يعود اليها الباحثون في دراساتهم، وتدرّس في الجامعات. واعتبرت فوّاز أنّ تكريم المحتفى به يأتي لزامًا ليفرض نفسه عند أهل الثقافة والعلم، وواجبًا أمام صورة الدكتور قبيسي اللامعة والبراقّة في عطائه وتاريخه الذي يستحق من خلاله وسام الابتكار والإبداع.
جابر
بعد الترحيب بصاحب الرعاية ونقيب تكنولوجيا التربية والحاضرين، وشكره لكل من ساهم في انجاح فعاليات اللقاء التكريمي، استهلّ منسّق احتفال التكريم الدكتور ماجد جابر كلمته بالإشارة الى أنّ اللقاء التكريمي الذي اجتمع فيه الحاضرون كبوتقة واحدة، انمّا يجمعهم حب شخصية تربوية وطنية استثنائية رائدة، معطاءة، مؤثرة، ملهمة يحتذى بها، تشهد لها بصماتها واسهاماتها التربوية، ولها رمزيتها بكل ما للرمزية من قوة ومعنى ودلالات، قاصدًا بذلك الدكتور المحتفى به حسان قبيسي. واضاف بعدها جابر الى أن شخصية قبيسي انسلت الى القلوب كماء عذب، وسكن فكرها التربوي العقول، مشيرًا الى أنّ قبيسي فتح لطلابه نوافذ مطلة على حقول واسعة من سنابل المعرفة التربوية الرصينة والوازنة في موضوعات متعددة، واضاء لهم بمهارة الباحث المتمكن على النظام التعليمي في لبنان من الفه الى يائه، مشيدًا بدوره في تعزيز الانتماء للمدرسة الرسمية عند طلابه، ونضاله الدائم لأجلها. واختتم جابر كلامه بجدارة واستحقاق الدكتور قبيسي بالتكريم، الذي هو أيضًا تكريمًا للحاضرين، وللتربية والوطن.
عيسى
والقت الطالبة الاستاذة الآء عيسى كلمة باسم طلاب الدكتور قبيسي، حيث توجهت اليه مخاطبة: “حينَ جاءكَ اليراعُ مُنتشيًا هَرعتَ إلى أوراقِ عمرنا تخطّ تاريخًا وثقافةً، وتنسكبُ علمًا ومعرفة. غذّيتَ عقولنا بقطراتِ المجد مَوَاقِفًا وتعبًا وتضحيات، ألبستَنا حقولَ القيمِ ثوبًا وعلّمتنا بأنَّ الأرضَ لا تخضرُّ إذا ما آلَمها محراثُ الشّقاء.
كأنّك اخترتَ أن تسموَ في السماء نجمًا فسَمَتْ بكَ واسّاقط المطر، ناولتَنا الصّباح والفجرَ المُسجّى، فكنتَ الأوّل والآخرَ الّذي رَتَقَ أشرِعتنا في مواجهةِ سفنِ الصّعاب. فتحملُ الأمواجُ سحرَ بيانكَ وعظيمَ منطقكَ..
واليوم وقد أَرِقَ الدّجى، امتطيت صهوة الفكر حاملًا مصباحكَ الأوّل ترشُّ على الدُّنى مسكَ الختامِ لمسيرةٍ ملؤها الإجابة والسّؤال، ملؤها التّعب والمجد..
كلّ الامتنان للعرق المتصبب من جبينكَ حينَ تعب.
الكثير من الوفاء والتّقدير لجهودكَ المُتسلّلة إلى أيّامنا.
فاقبل منّا هذه الكلمات البسيطة الّتي لن توفيك بعضًا من حقّك علينا.
واسمح لي أن أتقدّم باسمي وباسم زملائي بالشكر والعرفان لمّا قدّمتَ طيلة مسيرتك العلميّة والمهنيّة”.
بعلبكي
بدوره أكد النقيب ربيع بعلبكي على أهمية تصويب النظام التربوي والاستفادة من القامات التربوية الكبيرة كالمحتفى به الدكتور حسان قبيسي، وأنّه مهما سمعنا من مصطلحات جذابة، يبقى أنسنة الرقمنة هو الأساس وهذا ما تسعى له النقابة لناحية تحقيق رؤيتها الاستراتيجية في جعل التربية على الابتكار حقًّا للجميع في سبيل تحقيق العدالة الرقمية الرشيدة، و كذلك السعي منذ البدايات إلى إقامة ندوات ومنتديات ترشيدية و تصويبية وتصحيحية لجميع ركائز الثورة الصناعية الرابعة واستثمارها تربويًّا في تعزيز اقتصاد المعرفة وخاصة الاقتصاد الرقمي المنتج الذي يحتاج الى إعادة النظر بتطوير المحتوى التعليمي واساليبه ومنهجياته المتقدمة باستخدام تكنولوجيا التربية.
وقد أثنى النقيب بعلبكي على جهود الدكتور ماجد جابر والفريق المنظم لأول احتفال تكريمي تمنح به النقابة وسام التميز والابتكار التربوي إلى قامة تربوية عريقة، مصرحًّا انها لن تكون الأخيرة بل ستسعى النقابة إلى تكريم كل مرجع تربوي ننهل من علومه وابحاثه سبل تعزيز وتصويب النظام التربوي.
عبّاس
رئيس الحركة الثقافية الأستاذ باسم عباس استهلّ كلمته بوصف الدكتور قبيسي بالوجه التربويّ المحب المعطاء صاحب القلب الكبير الذي لم يتقن يومًا سوى فن الحب الصادق والاخلاص في العمل، وأنه التربويّ الذي اصرّ على ان يبقى الليل ملعبًا لفكره والنهار شرفةً منها يطلّ على القمم التي تأبى الا أن تظلّ متكًأ لجناحيه، مضيفًا بأن الدكتور قبيسي لم يعانق عينيه ضوء الا وكان الحرف رفيقهما.
بعد الاشادة بالمحتفى به، طرح عباس بعض الاسئلة الخاصة بالواقع التربوي اللبناني: ما هي الاسباب التي أدّت الى اقفال دور المعلمين والمعلمات وبات دورها محصورًا بالدورات التدريبية لا غير؟ لماذا لم تحظ قضية المتعاقدين بالعناية لإيجاد حل تربوي منطقي؟ ولما لا توجد خطة لإجراء اصلاحات جذرية بموضوعية وحزم وحكمة؟ وتساءل عباس أيضًا، لماذا لا تكون المقاومة أهم فصل من فصول التاريخ ويتم تدريس تجربتها؟، مشيرًا الى شعوره بالمرارة حيث يرى ان التاريخ يدرّس لنغدو امة بلا تاريخ، وغيرها من الاسئلة.
اختتم عباس كلامه بالدعوة الى وقف التنازع على السلطة وتأمين فرص عمل واعطاء الكفاءات دورها وخلق مناخات ملائمة للحرية والديمقراطية، منهيًا كلامه بأن الدكتور قبيسي هو أحد أركان التربية التي يمكن أن تؤسس لنهضة لبنان
كنج
عميد كلية العلوم البروفسور علي كنج ممثلًا صاحب الرعاية رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسّام بدران، استهلّ كلمته بالإشارة الى أنّ اللقاء يأتي للاحتفال بالمسيرة العلمية الرائعة للدكتور حسان قبيسي في مجالي التربية والتعليم. بعدها تطرق كنج الى واقع التعليم في لبنان الذي يواجه تحديات كبيرة بسبب الازمات الاقتصادية والسياسية الحالية، مشيرًا الى وجود نقص كبير في التمويل والموارد، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على جودة التعليم، داعيًا الدولة الى تغيير سياستها التربوية، والنظر الى التعليم كأولوية من خلال رعاية التعليم الرسمي وتأمين جميع احتياجاته وتطويره. وأضاف كنج الى أن الجامعة اللبنانية تسعى جاهدة الى تسريع التحول الرقمي في التعليم بالتعاون مع الوكالة الفرنكوفونية من خلال تنظيم ورش عمل حول الصف المعكوس، والتوجه في المدى القريب للبدء بتطبيق القيد المزدوج لتحسين العمل الاداري وتعزيز الشفافية.
بعدها انتقل كنج للحديث عن ومضات في مسيرة المحتفى به التعليمية، وجهوده المتواصلة في تنمية المعرفة حتى بعد تقاعده، وتميّزه بالشغف الكبير بالتدريس والتعليم، وحرصه على دعم وتشجيع الطلاب لتحقيق أهدافهم، فضلًا عن مسيرته الهامة في مجال البحث العلمي حيث يعد قبيسي من أهم الباحثين في مجالي التربية والتعليم الى جانب اسهاماته في نشر المعرفة وتطوير المجال التعليمي.
اختتم كنج كلامه بالشكر العميق للدكتور قبيسي على ما قدمه من جهود علمية وتعليمية والتي ساهمت في تطوير وتحسين جودة التعليم في الجامعة اللبنانية وخارجها متمنيًّا له فترة تقاعد هادئة وسعيدة بعد مسيرته الحافلة بالإنجازات والابداع.
قبيسي
المحتفى به الدكتور حسان قبيسي استهل كلمته بتوجيه الشكر والامتنان الى نقابة تكنولوجيا التربية ولرئاسة الجامعة اللبنانية، كما توجه بالشكر الى طلابه وشعوره بالفخر والسعادة لنجاحه في ترسيخ مهمة التربية الهادفة الى انشاء المواطن اللبناني صاحب السلوك الاجتماعي والوطني، مشيرًا الى أن الاعداد التربوي لا يقتصر على امتلاك طرائق ووسائل تعليم فحسب، بل يسعى الى انشاء اداريين ومعلمين يدركون أهمية التربية على الصعيدين الاجتماعي والوطني، ويبرعون بممارستها.
بعدها انتقل قبيسي للحديث عن نشأة اهتمامه بالتربية كميدان لتخصصه وعمله خلال ٥٨ عامًا من الاشتغال التربوي، حيث بدأت مسيرته التربوية بعد نيله شهادة البروفيه أوائل الستينات وانتقاله الى دار المعلمين في بيروت حيث تخرج منها عام ١٩٦٥، مستذكرًا استاذه الدكتور حنا غالب الذي غرس فيه مفهوم التربية، ليستكمل بعد تخرجه من دور المعلمين تعلمه في كلية التربية في الجامعة اللبنانية التي تخرج فيها متفوقًا، حيث التحق بعدها بدار المعلمين في النبطية عام ١٩٧٠، ومن ثم سفره الى فرنسا بعيد اندلاع الحرب الاهلية عام ١٩٧٥ حيث حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون عام ١٩٧٩، ومن ثم عودته الى لبنان عام ١٩٨٠، حيث اصبح استاذًا في كلية التربية لمقررات العلوم التربوية، ومشرفًا على رسائل الطلاب وأبحاثهم فضلًا عن اعداد العديد من الابحاث حتى تقاعده في العام ٢٠١١. كما تحدث قبيسي عن دوره الرئيسي في تأسيس فرع لاختصاص الادارة التربوية في الجامعة الاسلامية في لبنان عام ٢٠٠٧، حيث عمل على متابعته، وتطويره ومن ثم تفرغّه للتعليم فيه بعد تقاعده من الجامعة اللبنانية عام ٢٠١١.
اختتم الاحتفال بتسليم المحتفى به الدكتور حسان قبيسي وسام التميز والابتكار التربوي من قبل بعلبكي وكنج وعباس وجابر، وهو أول وسام تمنحه نقابة تكنولوجيا التربية، كما تم تقديم باقة ورد للمحتفى به من قبل منسق الاحتفال الدكتور ماجد جابر، فضلاً عن اخذ الصور التذكارية للمحتفى به مع الحضور.