أطلق معهد الصحة العالمية في الجامعة الأميركية في بيروت برنامج التأهب للأوبئة والجوائح الذي يهدف الى معالجة التحديات والفرص والاستجابة لحالات الطوارئ الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفي هذا السياق، نظّم معهد الصحة العالمية حلقة نقاش جمعت خبراء محليين وإقليميين ودوليين لمناقشة كيفية التأهب للأوبئة والجوائح. حضر هذا النقاش فعاليات من مختلف الخلفيات الصحية، بما في ذلك أطباء وباحثين وصناع السياسات وخبراء في مجال الصحة العامة. خلال الجلسة، تبادل الخبراء الأفكار والتوصيات حول كيفية تعزيز الاستعداد والاستجابة بشكل أفضل للأوبئة والجوائح في المنطقة. وتمّت مناقشة أهمية التعاون والتنسيق بين أصحاب المصلحة، وضرورة تقوية النظم الصحية، بالإضافة الى دور الابحاث في تطوير استراتيجيات فعالة للوقاية والعلاج.
في كلمتها الافتتاحية، أكدت الدكتورة لينا شويري، نائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، على أهمية البرنامج، مشيرةً إلى أنه “مثير للحماس بالنسبة لنا في الجامعة الأميركية في بيروت أن نكون في طليعة بناء مستقبلٍ أكثر صحة لأبناء هذه المنطقة.” وأكد الدكتور شادي صالح، المدير المؤسس لمعهد الصحة العالمية، أن الهدف الاستراتيجي الرئيسي لبرنامج التأهب للأوبئة والجوائح هو تقديم منصة للبحث والأدلة حول الاستعداد للأوبئة والجوائح، مع التركيز بشكل خاص على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي عانت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وحيث لم يكن الاستثمار في البنية التحتية عند المستوى الذي يمكنه الاستجابة للتحديات.
وتوجّهت الاختصاصية الرئيسية للبرامج في مركز الأبحاث للتنمية الدولية في كندا شايتالي سينها، بكلمة عبر فيديو مصوّر، مؤكّدةً على أهمية تعزيز القدرات الوطنية والإقليمية للتأهب للأوبئة والجوائح بشكل منصف ومتساوٍ. وأشارت إلى أن برنامج التأهب للأوبئة والجوائح يسد فجوة مهمة في الاستجابة للسياسات القائمة على الأدلة من خلال اعتماد نُهج متعددة القطاعات. وقدم الدكتور زاهي عبد الساتر، مدير قسم البرامج في معهد الصحة العالمية، برنامج التأهب لمواجهة الأوبئة والجوائح في عرض تقديمي، موضحاً أن برنامج التأهب للأوبئة والجوائح سيكون جزءًا من محفظة البحث والسياسات، إلى جانب ثلاثة برامج أخرى، وجزءًا من النظام البيئي الأكبر في معهد الصحة العالمية في الجامعة الأميركية في بيروت.
ضمت حلقة النقاش أربعة خبراء تشاركوا آرائهم حول كيفية تحسين التأهب للأوبئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. سلط الدكتور أنطوان أبو فياض، الأستاذ المساعد في علم الأمراض التجريبي وعلم المناعة وعلم الأحياء الدقيقة في الجامعة الأميركية في بيروت، الضوء على أهمية استخدام التكنولوجيا والابتكار لتحسين التأهب والاستجابة في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض. وأكد الدكتور جواد مهجور، مساعد المدير العام للتأهب لحالات الطوارئ، بمنظمة الصحة العالمية في سويسرا، على حاجة البلدان للعمل معًا لضمان سلامة ورفاهية جميع المجتمعات. وقامت الدكتورة سهى كنج، رئيسة قسم الأمراض المعدية في المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت، بمشاركة التوصيات الرئيسية بشأن بناء قوة عاملة صحية مستدامة ومرنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومجهزة للاستجابة للأوبئة والجوائح في المستقبل. وبدوره، أشار رئيس وحدة الحد من مخاطر الكوارث وإدارتها في رئاسة مجلس الوزراء في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان زاهي شاهين، إلى تأثير الانهيار الاقتصادي في لبنان على استعداد البلاد لمواجهة الأوبئة والجوائح.
يعد برنامج التأهب لمواجهة الأوبئة والجوائح، وهو واحد من البرامج الأربعة التي تندرج تحت قسم برامج معهد الصحة العالمية، جزء من مهمّة معهد الصحة العالمية لتعزيز المساواة الصحية وتحسين النتائج الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من خلال البحث والتعليم والمساندة.